في منتصف الليل على حدود روسيا الشمالية بينما كانت جنود العرب تمر عبر الغابة لم يشاهد احد خمسة رجال ملثمين مختبئين داخل الحشائش .

"لقد مرت فترة طويلة منذ بدأنا إضعاف المصفوفة الدفاعية والان حان الوقت لحصد مكافئتنا " همس قائد الراجل الملثمين .

بالقرب منهم وعلى مسافة 100 متر كان هناك حاجز عملاق على حدود الامبراطورية العربية , عند مغادرة الحاكم المجنون وضع هذا الحاجر ولكنه كان لفترة معينة فقط وليس دائم ولكن دفاعه كان لايصدق .

توقع الغلماء العرب في السابق ان الحاجز يمكن ان يبقى لمدة ايام او اشهر فقط لذلك قامو بالبحث عن طرق لإطالة هذه الفترة وقد نجحوا وذلك بفضل اساتذة التشكيلات الذين قامو بتحليل و صنع مصفوفات داعمة له .

ولكن مثلما كانت هناك مصفوفات داعمة هناك ايضا مصفوفات لتخريب هذا الحاجز وهذا مافعله الرجال الخمسة .

"بسرعة بمجرد فتح الحاجز سنستكشف المكان ونسرق المعلومات المهمة " همس القائد

بدأ الحاجز الوهمي الذي يحمي مملكة العرب بالإختفاء بالتدريج , شاهد الرجال الخمسة و حتى الجنود المسؤولون عن حراسة الحاجز كيف بدأ يختفي .

"اخبروا بسرعة الجنرال ان الحاجز قد اختفى " صرخ الجنود في هلع .

"لقد تأخر الوقت سيعرف الجميع بإختفاءه الان " تكلم قائد الجنود بهدوء.

.....

وقفت سفينتين في محيط الجنوبي الذي يقع جنوب افريقيا , احدهما كانت تحمل راية السيف و المخلب و الثانية كانت تحمل راية الرمح الثلاثي للملك بوسيدون .

"هل وافقتم على إعطائنا ارضنا المقدسة ؟ "

"في الواقع سنعطيك 3 اطنان من احجار التشي الغير شائعة مقابل الارض ما رأيك ؟" تكلم عمر

كان بوسيدون لديه شعر طويل و جسم ضخم لايرتدي القميص مما كشف عن عضلات البطن والصدر المنحوتة مثل الصخر لم يتجاوز عمره 28 سنة ولكنه كان يلقب بآلهة البحار والسبب لأنه واجه العديد من الممالك وقتل وحوش البحر الاسطورية ويقال ان لديه قدرة التحكم في وحوش البحر .

"ربما انتم لم تسمعوا عني جيدا اليس كذلك ؟ " ضحك بوسيدون

بمجرد إنتهاء كلامه ظهر ظل عملاق من تحت البحر ثم ظهرت العديد من الاذرع التي كان تصل الى السماء لم يشاهد لها اي نهاية ثم اختفت كأنها لم تظهر .

"الكراكن العملاق من اساطير البحر لايعقل انه موجود هنا حقا " همس عمر

شعر جميع جنود العرب على متن السفينة بالرعب من هذا الوحش العملاق ولكن في نفس الوقت ادركوا قوة هذا الشخص الذي امامهم .

"انا حقا معجب بشجاعتكم بعدم الهرب من السفينة او الصراخ لذلك سأعطيكم فرصة اخرى ستحضرون ضعف هذا المبلغ كل سنة والا لا أعرف ما قد يفعله حيواني الاليف " ضحك بوسيدون وتحركت سفينته .

امسك عمر قبضته لم يكن هناك مجال للشك في قوة هذا الوحش الذي معه من الممكن ان يغرق كل المنطقة اذا ما هاجمهم بل حتى بوسيدون نفسه كان قوي جدا و اسطوله البحري الذي لم يظهر كان اقوى اسطول .

......

حدثت نفس اللقاءات بين السفراء العرب و تيلوس كان يلقب بآلهة الحرب و حمل أجداده نفس اللقب ولكن تم تدمير سلالاتهم على يد امبراطورية المفترس والان الابن قرر الانتقام بهذه الطريقة .

"ضعف هذا السعر كل سنة " ترك تيلوس هذه الكلمات وغادر في بوابة الانتقال

كان نفس الرد ايضا من طرف فينوس ولكن على عكس الاخرين كانت فينوس فتاة شابة ذو شعر اشقر واعين كبيرة وواضحة ومغاطاة بالكامل بالدروع الثقيلة وكانت الهالة نبيلة تنبعث منها لم يكن احد ليتخيل ان هذه الفتاة ستقوم بمثل اعمال التنمر على الاخرين.

"يبدوا اننا سنشهد العديد من الحروب في السنوات القادمة " سخر السفير العربي .

بعد انتهاء اليوم وقف عمر عند العرش الفارغ ونظر بتمعن لم يكن مسلم موجودا ولم يعرف احد اين اختفى .

"اتمنى فقط ان لايتهور لأنها ستكون نهايتنا اذا " همس عمر ونظر الى العملة التي حملها في يدها كانت ذهبية وتحمل رمز الرمح الثلاثي لبوسيدون وضعها بجانب العملات الاخرى من تيلوس و فينوس والتي تعني انهم تحت حماية هؤلاء الآلهة الثلاث .

.

.

.

انتشرت الأخبار بسرعة بأن الآلهة الثلاث يحمون الامبراطورية العربية واصبحت تابعة لهم وذلك جعل الكنيسة تتراجع عن المعركة .

"اللعنة عليهم لقد وقفوا امام وجبتي الان لايمكنني سوى ان اتمنى ان تسوء العلاقة بينهم فقط " صرخ البابا فرانسيس .

لم تكن هناك اي مملكة تريد الدخول في حرب الا اذا كانت الفوائد اكثر من الخسائر بأضعاف لأن اي نقص في القوى من الممكن ان يجعلها تتخلف عن القوى العظمى ومن الممكن ان يتم تحطيمها قبل ان تزدهر .

في مصر وبالضبط العاصمة الاسكندرية دخل مسلم احد المطاعم العادية بالقرب من الميناء بينما ينظر عبر النافذة الى التجار الذين يرفعون البضائع نحو السفن كان هذا احد اهم الموانئ التجارية في امبراطورية العربية .

"سيدي ماذا تريد ان تأكل ؟ " تكلم الخادم بإحترام نحو هذا الزبون .

نظر مسلم نحو الخادم لم يتعرف اي شخص على مسلم منذ دخوله مصر والسبب انه لم يظهر للشعب كثيرا في الأونة الاخيرة وايضا اصبحت ملامح مسلم اكثر نضوجا وتغير قليلا عن السابق .

"حساء الفول النابت " تكلم مسلم بعد ان قرأ قائمة الاكلات التقليدية .

"اختيار جيد سيدي " ركض الخادم بسرعة لإعداد الطبق .

بعد مدة قصيرة وضع الخادم طبق من الطين وقام بوضع حساء الفول النابت كانت اكلة إقتصادية حتى الفقراء يمكنهم اكلها ولكنها كانت لذيذة جدا , في نظر مسلم كان هذا افضل حاء اكله لأنه شعر اخيرا انه عاد الى ايام الطفولة عندما كان بدون اي اثقال .

فتح باب المطعم فجأ ودخلت مرأة مع ابنتها كانوا ملثمين وجلسوا بعيدا عن مسلم , لم يهتم مسلم وواصل تأمل طعامه في هدوء ولكن لم يمضي وقت طويل حتى دخل شاب وفتاة صغيرة .

"رماد انا حقا احبك , سأكل حتى انتفخ " تكلمت الفتاة الصغيرة

"بما انكي تحبين المكان هنا لما لانشتري منزل بالقرب من هنا " رد رماد وهو يربت على رأس سعادة

نظر مسلم ورماد لبعضهما في مفاجأة لم يكن يتوقع الاثنان ان يلتقوا هنا , اراد رماد الاستدارة والمغادرة ولكن سعادة كانت قد جلست بالقرب الفتاة و المرأة وحتى انها كانت تتواصل معهم بعينيها .

لم يكن امام رماد سوى الجلوس بجانب سعادة وتجاهل نظرات مسلم وكأنه لايعرفه , عندما شاهد مسلم ان رماد يتجاهله إبتسم و اكمل الطبق في هدوء .

"حساء الفول النابت من فضلك " طلب رماد .

"سيدي لقد رأيتهم يدخلون هنا " صرخ احد خارج المطعم

فتح باب المطعم ودخل مجموعة من الرجال كان من الواضح انهم مقاتلون يمكن رؤية اجسادهم المفتولة بالعضلات الضخمة والسيوف على خصرهم لكن الشيء الذي جذب انتباه مسلم هو الرمز على دروعهم كان الرمح الثلاثي لبوسيدون .

"السادة العظماء مرحبا بكم في مطعمنا " رحب الخادم بالرجال

"لسنا هنا من اجل الاكل لذلك اغرب عن وجهي " صرخ القائد في وجه الخادم

"لقد وجدناك اخيرا " ضحك القائد

"ارجوكم اتركوا ابنتي تذهب فقط " توسلت المرأة للرجال.

عندما امسكها الرجال سقط الحجاب عنها كانت عيونها مثل اللؤلؤ و بشرتها سمراء ناعمة جعلت جميع الموجودين ينظرون بدهشة نحو هذا الجمال .

"القائد لماذا لا نلهو معها قليلا ثم نأخذها لنسلمها " لعق الرجل شفتيه خلف القائد

"اخرس يجب ان لا نؤذي شعرة منها " صرخ القائد

لم يكن القائد يعرف ان هذا الرد قد انقذ حياته , اعاد مسلم صابره نحو غمده وواصلت مراقبة الوضع لم يكن يعرف سبب وجود رجال بوسيدون هنا و لماذا يريدون هذه المرأة والاهم من ذلك اين الجنود الذي يحرسون الشعب كل هذه الاسئلة كان مسلم يريد اجابة لها .

****************************

شكرا للدعم يا أبو مراد اتمنى من الجميع وضع آرائهم .

2021/10/05 · 211 مشاهدة · 1176 كلمة
نادي الروايات - 2024